ليتمم أردوغان المهمة
ربيع الحافظ :
بحسب أحد مرافقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في زيارته الأخيرة إلى بريطانيا، فإن العملية العسكرية التركية في شمال العراق إن حدثت لن تأخذ شكل اجتياح القوات البرية التركية للمنطقة الشمالية.
أي أن القوات التركية لن تصل إلى أطراف مدينة كركوك والموصل والأقضية التي حولهما، التي بسطت مليشيات البيشمركة الكردية نفوذها عليها وبثت فيها الرعب والفوضى والتطهير العرقي والاغتيالات. ولن يرى العالم مشهد قيام جيش بفك حصار عن مدينة، واندفاع السكان إلى الطرقات وأسطح المنازل رافعين الأعلام العراقية والتركية ابتهاجاً بانجلاء الليل ومعبرين عن امتنانهم لجيش لم يهدد يوماً على مدى 90 عاماً أمنهم واحترم خصوصياتهم.
قرار البرلمان التركي، بالتدخل العسكري في شمال العراق أعاد، بمفرده، قدراً من الهيبة الأمنية المفقودة في المنطقة، ورفع العصا فوق رؤوس الزعماء السياسيين الأكراد الذين أخذوا يتقاطرون على أنقرة التي تغدو العاصمة الإقليمية للمنطقة، ويلعقون كلمات الأمس التي هددوا بها الدولة الأكبر، وأخذت تنكمش أحجامهم إلى وضعها الطبيعي.
الخطوة الأخرى هي أن تمارس تركيا مسؤوليات إقليمية تفتقدها شعوب الجوار، وتضيف إلى قائمة مطالبها انسحاب ميليشيات البيشمركة من المدن ووقف العبث الجاري، فيشعر الناس بفوائد هذا الدور وتتطور المفاهيم التي تحكم علاقات الجوار بما يعطي القوة الإقليمية الكبرى حق الإنذار والتصويب على الرقعة الإقليمية أينما اقتضت الحاجة لتحمي المنطقة من تكرار دورات الفوضى.
من الجدير هنا إعادة شحن الذاكرة الجماعية وتذكر أن العثمانيين أنقذوا العراق ـ وبالتالي المنطقة ـ مرتين من فوضى ودماء مماثلة أحدثها الاحتلال الفارسي مرة في حكم السلطان سليم الأول والأخرى في حكم السلطان سليمان القانوني، فتحت إثرها أبواب الشراكة السياسية التي استمرت وحفظت هوية المنطقة وأمنها الإقليمي الذي لم يتقوض إلا بتقوض الشراكة، وها نحن اليوم نقف أمام أشد تبعات انهيارها.
إلى حين قيام حكومة وطنية حرة في بغداد تفرض سيادتها على كامل أرض الوطن وتقوم بمسؤوليتاها الأمنية الإقليمية، يبقى من حق أنقرة ومن حق شعوب المنطقة عليها أن تلعب تركيا دوراً أمنياً إقليمياً يملأ الفراغ ويصحح العبث السياسي القائمين، ويسد ثغرات كبيرة في استراتيجية الأمن الإقليمي أظهرها احتلال العراق في أوضح صورة واستطار شررها ليصيب الجميع.
معهد المشرق العربي
ربيع الحافظ :
بحسب أحد مرافقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في زيارته الأخيرة إلى بريطانيا، فإن العملية العسكرية التركية في شمال العراق إن حدثت لن تأخذ شكل اجتياح القوات البرية التركية للمنطقة الشمالية.
أي أن القوات التركية لن تصل إلى أطراف مدينة كركوك والموصل والأقضية التي حولهما، التي بسطت مليشيات البيشمركة الكردية نفوذها عليها وبثت فيها الرعب والفوضى والتطهير العرقي والاغتيالات. ولن يرى العالم مشهد قيام جيش بفك حصار عن مدينة، واندفاع السكان إلى الطرقات وأسطح المنازل رافعين الأعلام العراقية والتركية ابتهاجاً بانجلاء الليل ومعبرين عن امتنانهم لجيش لم يهدد يوماً على مدى 90 عاماً أمنهم واحترم خصوصياتهم.
قرار البرلمان التركي، بالتدخل العسكري في شمال العراق أعاد، بمفرده، قدراً من الهيبة الأمنية المفقودة في المنطقة، ورفع العصا فوق رؤوس الزعماء السياسيين الأكراد الذين أخذوا يتقاطرون على أنقرة التي تغدو العاصمة الإقليمية للمنطقة، ويلعقون كلمات الأمس التي هددوا بها الدولة الأكبر، وأخذت تنكمش أحجامهم إلى وضعها الطبيعي.
الخطوة الأخرى هي أن تمارس تركيا مسؤوليات إقليمية تفتقدها شعوب الجوار، وتضيف إلى قائمة مطالبها انسحاب ميليشيات البيشمركة من المدن ووقف العبث الجاري، فيشعر الناس بفوائد هذا الدور وتتطور المفاهيم التي تحكم علاقات الجوار بما يعطي القوة الإقليمية الكبرى حق الإنذار والتصويب على الرقعة الإقليمية أينما اقتضت الحاجة لتحمي المنطقة من تكرار دورات الفوضى.
من الجدير هنا إعادة شحن الذاكرة الجماعية وتذكر أن العثمانيين أنقذوا العراق ـ وبالتالي المنطقة ـ مرتين من فوضى ودماء مماثلة أحدثها الاحتلال الفارسي مرة في حكم السلطان سليم الأول والأخرى في حكم السلطان سليمان القانوني، فتحت إثرها أبواب الشراكة السياسية التي استمرت وحفظت هوية المنطقة وأمنها الإقليمي الذي لم يتقوض إلا بتقوض الشراكة، وها نحن اليوم نقف أمام أشد تبعات انهيارها.
إلى حين قيام حكومة وطنية حرة في بغداد تفرض سيادتها على كامل أرض الوطن وتقوم بمسؤوليتاها الأمنية الإقليمية، يبقى من حق أنقرة ومن حق شعوب المنطقة عليها أن تلعب تركيا دوراً أمنياً إقليمياً يملأ الفراغ ويصحح العبث السياسي القائمين، ويسد ثغرات كبيرة في استراتيجية الأمن الإقليمي أظهرها احتلال العراق في أوضح صورة واستطار شررها ليصيب الجميع.
معهد المشرق العربي