شاعران ..... عبد الستار المرسومي
كان الأب شاعرا ، لكنه لايقول الشعر الا حين يضرب الالم أطنابه في أحشائه ويستقر بها ، والابن الذي بدأ يمسك بتلابيب الرجولة ما يزال الأب يراه صغيرا ، شد الابنَ الشعرُ فتراه يتقافز على القوافي تارة فيخفضها ويرفعها.. ويسير في مسالك الشطر تارة ، ويلعب مع مفردات العجز تارة أخرى ,وربما لهى بحرف الروي ..
وهو ما زال يرى الشعر شعر السليقة فهو لا يهمه إن كان البيت تاما أم مجزوء أم مشطورا، والبحور عنده كلها سواسية فلا يعنيه إن كان البحر كاملا أو مديدا أو طويلا فهو على استعداد للخوض فيه غير آبه بالغرق..
كان الوقت مساءً في ليلة رائعة من ليالي الربيع في الشام ..
الابن يتأنق ويهم بالخروج ..
الام : إلى أين ؟ الوقت تأخر
الابن : أتصلوا بي في العمل .. عليّ الذهاب ..
الأم : أنت تجانب الحقيقة .. لم يتصلو بك .. لك رغبة في الخروج وحسب
ألام مازالت تعيش آهات الوطن .. وفقدان الامان ، قد نسيت إنها في وطن آخر .. حباه الله بنعمة الامان .. ولكنها رغم ذلك ما زالت تخشى على صغارها الذين قوي عودهم وأستقام ..
الابن يتمرد .. يكمل أناقته ويهم بالخروج ..
الام توجه كلامها الى الاب : ألا تقول شيئاً .. هو لا يطيعني ..
الأب في حيرة من أمره فهو يرغب أن يترك الخيارات لولده الذي أضحى رجلا ، ولكن المصيبة أنه ما زال يراه صغيرا ، يريد أن يعلمه كيف يتخذ القرارات ، يعلمه كيف يكون رجلا في زمن قلت فيه الرجال ..
الأب : أطع أمك ياولدي ..
الابن : أبي الحبيب ، ألا تصدقني .. هم اتصلوا بي .. يحتاجوني في العمل .. ألست علمتني على الالتزام بالعمل والتفاني من أجله ..
الأب : على بركة الله .. قال ذلك والابن يقرأ عيني أبيه ، يقرأ فيها شيئا من العتب والألم والغضب وعدم الرضا ..
خرج الابن دون وداع ..
مضى على خروج الابن نصف ساعة .. الوجوم يخيم على المكان .. صوت رنين الهاتف المتنقل للأب ..
إنها رسالة قصيرة .. يفتحها الأب .. يقرأ بلا صوت وهو يبتسم ..
الأم : ممن الرسالة ؟
الأب : من أبننا ؟
الأم : ما به ما جرى له ؟ أحدث له مكروه ..
الأب : أسمعي ما يقول .. يقول ولدك :
لن أقولَ اليومَ شــــعراً أبتغــي فيهِ سماحــا
في سَماح ٍ منكَ روحي والهوى صار سلاحا
وإذا أنــتَ كـئــيـــــبٌ لن أذوقَ اليومَ راحا
فأرحْ قلبــــــــي بنُظم ٍ يقلبُ الليلَ صباحــا
يبتسم الأب ومثله فعلت الأم ..
كانت ابتسامة الاب لولده الذي أستقام عوده الشعري ..
أما ابتسامة الام فكانت ابتسامة حانية رقيقة فهي ابتسامة أم ..
بعد دقائق .. الأب منشغل بكتابة رسالة قصيرة ..
الأم : لمن تكتب
الأب: لولدي الشاعر
الأم : وما قلت له
الأب قلت له :
في الهوى أنتَ حبيبـي هتفَ القلبُ وصــاح َ
إن يكنْ طبعُـكَ عِجْلاً أناْ أعلنتُ السماحــاِ
فتقدمْ يا صديقــي ما شدى طيرٌ وناحَ
دُمتَ للإســــلام ِ عزاً بطلٌ أنت صُراحــا
كان الأب شاعرا ، لكنه لايقول الشعر الا حين يضرب الالم أطنابه في أحشائه ويستقر بها ، والابن الذي بدأ يمسك بتلابيب الرجولة ما يزال الأب يراه صغيرا ، شد الابنَ الشعرُ فتراه يتقافز على القوافي تارة فيخفضها ويرفعها.. ويسير في مسالك الشطر تارة ، ويلعب مع مفردات العجز تارة أخرى ,وربما لهى بحرف الروي ..
وهو ما زال يرى الشعر شعر السليقة فهو لا يهمه إن كان البيت تاما أم مجزوء أم مشطورا، والبحور عنده كلها سواسية فلا يعنيه إن كان البحر كاملا أو مديدا أو طويلا فهو على استعداد للخوض فيه غير آبه بالغرق..
كان الوقت مساءً في ليلة رائعة من ليالي الربيع في الشام ..
الابن يتأنق ويهم بالخروج ..
الام : إلى أين ؟ الوقت تأخر
الابن : أتصلوا بي في العمل .. عليّ الذهاب ..
الأم : أنت تجانب الحقيقة .. لم يتصلو بك .. لك رغبة في الخروج وحسب
ألام مازالت تعيش آهات الوطن .. وفقدان الامان ، قد نسيت إنها في وطن آخر .. حباه الله بنعمة الامان .. ولكنها رغم ذلك ما زالت تخشى على صغارها الذين قوي عودهم وأستقام ..
الابن يتمرد .. يكمل أناقته ويهم بالخروج ..
الام توجه كلامها الى الاب : ألا تقول شيئاً .. هو لا يطيعني ..
الأب في حيرة من أمره فهو يرغب أن يترك الخيارات لولده الذي أضحى رجلا ، ولكن المصيبة أنه ما زال يراه صغيرا ، يريد أن يعلمه كيف يتخذ القرارات ، يعلمه كيف يكون رجلا في زمن قلت فيه الرجال ..
الأب : أطع أمك ياولدي ..
الابن : أبي الحبيب ، ألا تصدقني .. هم اتصلوا بي .. يحتاجوني في العمل .. ألست علمتني على الالتزام بالعمل والتفاني من أجله ..
الأب : على بركة الله .. قال ذلك والابن يقرأ عيني أبيه ، يقرأ فيها شيئا من العتب والألم والغضب وعدم الرضا ..
خرج الابن دون وداع ..
مضى على خروج الابن نصف ساعة .. الوجوم يخيم على المكان .. صوت رنين الهاتف المتنقل للأب ..
إنها رسالة قصيرة .. يفتحها الأب .. يقرأ بلا صوت وهو يبتسم ..
الأم : ممن الرسالة ؟
الأب : من أبننا ؟
الأم : ما به ما جرى له ؟ أحدث له مكروه ..
الأب : أسمعي ما يقول .. يقول ولدك :
لن أقولَ اليومَ شــــعراً أبتغــي فيهِ سماحــا
في سَماح ٍ منكَ روحي والهوى صار سلاحا
وإذا أنــتَ كـئــيـــــبٌ لن أذوقَ اليومَ راحا
فأرحْ قلبــــــــي بنُظم ٍ يقلبُ الليلَ صباحــا
يبتسم الأب ومثله فعلت الأم ..
كانت ابتسامة الاب لولده الذي أستقام عوده الشعري ..
أما ابتسامة الام فكانت ابتسامة حانية رقيقة فهي ابتسامة أم ..
بعد دقائق .. الأب منشغل بكتابة رسالة قصيرة ..
الأم : لمن تكتب
الأب: لولدي الشاعر
الأم : وما قلت له
الأب قلت له :
في الهوى أنتَ حبيبـي هتفَ القلبُ وصــاح َ
إن يكنْ طبعُـكَ عِجْلاً أناْ أعلنتُ السماحــاِ
فتقدمْ يا صديقــي ما شدى طيرٌ وناحَ
دُمتَ للإســــلام ِ عزاً بطلٌ أنت صُراحــا