اعذرني ..فأنا معاقة

لا أعرف كيف أعبر عن مشاعري نحوه كلما أنظر في عينيه تعتريني قشعريرة في جسدي لا أعلم ماهيتها... الجميع يجاملني و يبتسم معي مجبورا, خجلا أو لطفا منه. ما عداه هو أشعر بابتسامته بها سر اخر ونظراته الغريبة وبريق لامع لا أستطيع وصفه لم ارى قط في عينيه نوع من المجاملة او العطف ...


ولهذا اشعر بانجذاب اتجاهه وحتى في تصرفاته فهو يعاملني كفتاة عادية يضحك معي و يرشدني بطريقة مباشرة وقليل الكلام هادئ الطبع ... وهذا ما جذبني إليه .


... لطالما تمنيت أن أركض أن ألعب مثل الباقي منذ صغري ولكن عجز رجلاي على الحركة يعيقني وذلك بسبب إعاقتي الدائمة منذ يوم ولادتي ومع كل ذلك لم أتذمر لأمي ولم أشعرها يوما انها المسؤولة فكل شيء بيد الله وحده .



كلانا نسكن في بيت خالتي أنا وأمي أما أبي فقد طلق أمي منذ زمن لخلافات عديدة وأهمها إهماله لي ولأمي وكان الحل النهائي وهو الطلاق فتزوج من امرأة أخرى..


"حبيبتي مي هيا تجهزي أنا وخالتك وسارة ايضا نود الخروج لماذا لا تأتين معنا " قالت أمي عبارتها هذه وأنا منهمكة في الرسم . مللت من النظرات التي تحيطني من كل جانب وخاصة نظرة الاطفال اعلم انهم لا ذنب لهم ولكن أحببت الوحدة وأحببت الرسم بشدة لدرجة إني اقضي به معظم وقتي .
" لا يا أمي أفضل الجلوس بالمنزل فلم أنتهي من رسم هذه اللوحة بعد."
نظرت إلي أمي بنظرات مستسلمة فقبلت رأسي وخرجت من الغرفة.


بما كنت جالسة على هذا الكرسي المتحرك منذ سنين طويلة وأرسم


هذه اللوحة وأعيش قصتها فإذ اشعر بالباب خلفي يفتح " مرحبا


..سمعت انك لن تأتين معنا أيتها الشقية " قالت سارة ابنة خالتي


جملتها وكأنها غاضبة , ضحكت قائلة :"لست بمزاج يسمح لي


بالخروج أود البقاء " قالت سارة : " سوف تأتين معنا أيتها


المتعجرفة ." حسنا سوف ترين ما سأفعله لكي تأتين نظرت اليها


وانا أضحك بشدة قائلة لها متحدية :" وماذا سوف تفعيلن ؟" وقفت


وهي تنظر الي بنظرات مشاكسة حسنا سوق تعلمين فورا .. مسكت


كرسيي المتحرك ووضعت الحجاب على رأسي تجرني الي الصالة


وانا أضحك بشدة من فعلتها ولا اعلم ماذا تريد فعله عند خروجنا


من الغرفة أتت بي الى الصالة منادية بأعلى صوتها :"فهد يا


فهد " ما ان سمعت اسمه حتى اعتراني ذلك الشعور الغريب


فبحلقت بوجهها قائلة :" ماذا ستفعلين هل جننت ؟!" "لم أجن ولكن


لا يصلح معك الا ان نعاملك بقوة لأنك متعجرفة ويتطلب من جميع


أفراد الاسرة ان يستدعونك للخروج.", أتى فهد مستفسرا عن


سبب نداء اخته له فقالت " انطر الى المتعجرفة لا تود الخروج معنا


فيجب ا على كل فرد ان يقدم نفسه لكي تخرج من وحدتها ." فنظر الى


عيني ..يا الهي كم أشعر بنظراته الحارقة وذلك الشعور الغريب


يعود مجددا يقتحم قلبي بضرباته, فقال مبتسما ببتسامته الساحرة


:"ولماذا ترفضين الذهاب أيتها الشقية ." ,احمرت وجنتاي خجلا


فقلت بارتباك :"لا أشعر بالرغبة في الخروج ..." وهل ستفعلين ان


طلبت أنا منك ان نخرج جميعا ؟" هل سمعتم ما أسمع هو يطلب
مني أنا الخروج ... نعم أنا !!