متى اصل الى (((( نهاية سراب ))))

--------------------------------------------------------------------------------

كنت أعيش في مدينه مليئة
بالقرف و الحياة التعيسة
كنت أعيش منذ ولادتي فيها
ومتحمل ظروف الحياة
أرضاء لوالدي حفظة الله

حتى أصبحت أميز بين الحقيقة والخيال
أميز بين حقيقة حياة التعاسة وحياة السعادة


اخبرني الوالد وأنا اروي نفسي بالماء الهنيء
انه ليس كل ماراه ((ماء هو ماء ))
لم افهم عبارته الأخيرة
ولكن أخبرته أنني اعلم ما يعنيه بحكم معاشرتي له
ووقوفي الدائم معه

كنت انوي الرحيل من هذه البلدة بأقرب وقت
ولكن بعد إنهاء دراستي


قبل السفر بسنة
في الثالث ثانوي كنت أرى أناس
من أصحابي مكتئبين ومن دون ما اسألهم
يأتون إلي ويخبرونني
أنهم أحبوا أشخاص وابتعدوا عنهم
ويريدون حلا لرجوع إليهم بأية طريقة
فانا بطبيعتي اخبرهم أنهم ليسوا بحاجة للأشخاص
الذين يحبونهم وهم لا يعيرونهم
فكان جميعهم يقولون بلفظ وعبارة وحدة





(((((أنت مجنون ؟؟! ما نقدر)))
وانظر إليهم بعين مليئة بالشفقة والرحمة
وأحاول أساعدهم بأية طريقة
وأنا مندهش ومستغرب في نفس الوقت
((كيف يصارحك شخص بأنه لا يريدك
ويكره العيش معك وأنت متعلق فيه وتريده بأي ثمن))



صارحت احدهم وكان اقرب الأصحاب إلى قلبي
(انتم ضعاف وقلوبكم خفيفة )
اكلمه وانأ اضحك على حالته
(أنا ممكن أكون ضعيف مثلك؟
من هو الشخص الذي يأخذ قلبي وعقلي ؟!)
فاخبرني أنني سوف أرى (بحر ليس به ماء)
يسمونه
((((السراب))))







مرت الأيام ودارت عقارب الساعة
وجاء مالم يكن على البال





كان يأتي إلي شخص يحاول
ان يلفت انتباهي بنظرات حادة
وكنت انظر إليه كأي شخص عادي
بالرغم من جماله ولم أكن أتوقع
أن هذا الشخص سيجعلني رهين نظراته


مع مرور الوقت أصبحت أنا من ينظر إليه بنظرات ثاقبة
انظر إلية وأتمعن في وجهه الجميل وهو يبادلني النظرات
كنت أرى في وجهه الحياة السعيدة
أرى في عينية عبارات وطلاسم غريبة وجديدة علي
ولكن جميله فحاولت أفك تلك الطلاسم ومعرفة ما تحويه من
معاني

لم استطع تفسيرها
ولكن كان يراودني شك أنها تحمل
معاني وعبارات
مختصره بكلمه واحده هي



(((((الحب)))))


كانت كلمة الحب هي الكلمة التي نطق بها كل من استشرته وأخبرته
بما أراه واشعر به


تقبلت الوضع بين مصدوم من وقوعي في مصيدة الحب
وفرح برؤيتي للشخص الذي ارتاح قلبي لقلبه
وعيني لشوفته
حينها ازداد حبي له وازدادت أماني بالحياة قربه
أصبحنا ننظر لبعض بقوة وتمعن في وجه الأخر
في محاوله لمعرفة ما يحمله كل منا للأخر بالرغم من مقابلاتنا النادرة
((أقول النادرة لأني لا أريد مفارقة عيونه))

حينها حاولت أتقرب منه أكثر لاكتشاف ما بداخله ومعرفة
أسلوب حياته
ولكن هذا الشخص لا يتكلم معي إلا نادرا

احترت أنا من تصرفه
يناظرني نظرات حب ولا يريد أن يطول معي بالكلام!!
وكعادة كل محب يحاول أن يخلق لحبيبه مليون عذر
((يمكن من طبعه الحياء والخجل))



ازداد حبي له إلى حد الجنون...
ولم استطع إخباره بهذا الحب...
كان يجمعنا مكان وزمان واحد...


السنة أوشكت على الانتهاء
أي أن انتقالي من هذه البلدة قد اقترب
حاولت أن أسيطر على قلبي ولكنه أصبح ضعيف جدا
حاولت أن أسيطر على عقلي ولكنه تعطل عن التفكير سوا
أن أجد حلا للبقا معا محبوبي


حاولت أن ابتعد عنه ولكن وجدت عيني لا تناظر سواه
ولا انتبه إلا وأنا بالقرب من بيته




قبل سفري بستة أسابيع أدركت انه لن يفعل شي من اجل أن نبقى سوا
فقررت أن اذهب إليه واخبره أنني أريد أن نكون أصحاب
(تمهيدا لأخبره بالحب الذي احمله له)







((أنا اسعد بصحبتك
لو لم تأتي لا أتيت إليك وطلبت منك البقاء معاً))



كانت هذه توقعاتي بحكمي عليه من أسلوبه
ولكن حينما طلبت منه هذا الطلب
الذي نادرا ما احد يرفضه ولو مجرد مجامله


تفاجئة برد كان أهون علي أن أموت مغدور ولا اسمع رده





((((أنا لا أريدك)))))

طعنني بين عيوني وأنا انظر إليه أمامي
تفاجئة وصمت قليلا كي استوعب المصيبة
بدأت باستعادة عقلي وسألته بكل استغراب
(وما تعني لك نظراتنا الدائمة ولفترة ليس بالبسيطة)
اخبرني بكل برود والابتسامة تملئ محياه
(كانت مجرد نظرات عادية كنظرات آي شخص لأي شخص)

زادت مصيبتي وشل تفكيري حينها تماما
ضللت صامتا انظر إليه ولا أكاد أراه
من الدموع التي ملئت عيني
حينها قام من مكانه وذهب دون أن يضمد جراحي
ذهب تاركا خلفه شخص ينزف دما غارقاً في بحر دموعه
لم يستطع أن يطلب منه الإنقاذ لان صوته انقطع بعبرة لم تستطع الخروج من قلبه



انظر إليه وهو خارج من مسرح الجريمة وكأنه ليس ماراه هناك يعنيه
أتى ليقتل أمل شخص أحبه وذهب كمتفرج لعرض كوميدي





رجعت إلى صاحبي باكيا اشكي ما جرى لي من حبيبي
فقام يواسيني ولم يتشمت لأنه ذاق مرارة الحب قبلي
ولكن تعجبت من مواساته كان يواسيني بكل كلمه حلوة
ولكنه لم يطلب مني نسياني هذا الشخص ؟؟!!
أخبرته انه لدي عزت نفس تجبرني على نسيانه مهما كان حبه وكان جرحه
تبسم في وجهي وقال: أخبرك الحكيم قبلي انه ليس كل ما تراه ماء هو ماء
وأخبرتك انك سوف ترى بحرا كبير وبعييييييد ولكن ليس به ماء

حبيبك ما تراه عينك
ونسيانه هو الماء
بمعنى
انك لن تنساه حتى تصل إلى






((((نهاية السراب ))))





حاولت أنسى الحبيب بشتى الطرق
اقتربت منه وأنا أحاول الهروب
حاولت أن أحب من هو أجمل وأرقى منه
لا جل نسيانه ولكن كل المحاولات فشلت
وجدت نفسي ازداد حبا ووله عليه

أحبه رغم بعده
أحبه رغم قسوته
أحبه رغم جروحه

كيف لا أحبه وأنا الذي وشمت صورته بخيالي




رحيلي من هذه البلدة الجميلة التي ولدت فيها
وعشقتها من أعماق قلبي في الأونه الأخيرة
لم يبقى عليه سوى بضع ساعات

كنت أتمنى أن يكون هو من يودعني
ولكن قلبه لا يزال قاسي


وأنا راحل وقفت على بابه
أتمعن و أتأمل فيه وأنا ابكي
لأنني لن أرى سحر عيونه مرة أخرى


أخذت ارسم واكتب له رسالة على جدار بيته
على أمل أن يحن قلبه في يوم و يرجع لي


((وشمت حبك على قلبي
نزف وشمي ولانت داري))
أنت ناسي...
وأنا راحل إلى النسيان...
عسى ربي يرجعك لي يا قاسي...
وأنا وقتها أكون ناسي...

((محبك/ نهاية سراب))



رحلت لكي أحقق أمنيتي
التي أسميت نفسي بها