ليلة خارج الحدود
(شيء من الماضي)
قصة بقلم ابو انس المغربي
كلما مرت سميحة بباب الحديقة البلدية او بساحة الحرية او...الا وطفر الى مخيلتها الماضي بصوره واحداثه المثاليةيمطر الحاضر نظرات شزراء..بل كثيرا ما تاوي اليها تستنشق عبق الحب الذي طويت صفحاته فجاة كسحابة عابرة .. تذبح عند كل معلم دقائق معدودة قربانا للزمن الذي ولى ... تتنهد من الاعماق .. قد تسيل من مقلتيها عبرات مضنية ..تعزي نفسها وتخفي لوعتها قبل ان تشق طريقها الى البيت.
وعلى كرسي من كراسي الحديقة الخضراء الواسعة الارجاء تركت لمخيلتها العنان لتسرح في تفكير عميق بين الحاضر والماضي .. كم مرة ازدانت بكسوتها البلورية البيضاء كطائر تزهو في نشاط وحيوية انتظارا مجيئه... وكم مرة قد جاء طالبا يدها بقامته الممشوقة القد وشعره الفاحم .. بلباسش مذهب ومطرز بالوان شتى راكبا فرسا ابيض مفعما بالحيوية والكبرياء والاصالة .. يتقدم بخطى متئدة حوافره تعزف على البسيطة لحنا بديعا -من وحي الجمال- على اوتار الحب بين القلبين .. يسفك دم البعد جاعلا منه قربا ...بل كم مرة اعتقدت في قرارة نفسها ان الايام التي طويت معالمها ليست الا رحلته اليها .
متصلبة في مكانها تنظر بمقلتيها وما تكاد تبصر شيئا .. تبدو خالية من الحياة كفزاعة الحقول .. تستعرض احلامها الوردية في التذاذ واسى بينما عينيها تشعان بالامل كقطعتان من القمر .. واذا هي في نشوتها شعرت بوقوف شخص امامها .. تطلعت اليه بعينيها الواسعتين تمحصت في سحناته غير مصدقة ...عمر بشحمه ولحمه...التقت عيناهما على غير ميعاد لتزف من جديد الى ذاكرتها الذكريات ويبعث احساس غريب من الممات .. عجز لسانها عن الكلام وهو كذلك ..قفزت الى ثغريهما ابتسامة تغطي الوضع .. ولكان لهيب النار انبجس من الرماد يستعير في قلبها من جديد ..همت اليه لتضمه الى صدرها ..لكنها سرعان ما اقبرت عاطفتها في نشوة الفرح.
.
(شيء من الماضي)
قصة بقلم ابو انس المغربي
كلما مرت سميحة بباب الحديقة البلدية او بساحة الحرية او...الا وطفر الى مخيلتها الماضي بصوره واحداثه المثاليةيمطر الحاضر نظرات شزراء..بل كثيرا ما تاوي اليها تستنشق عبق الحب الذي طويت صفحاته فجاة كسحابة عابرة .. تذبح عند كل معلم دقائق معدودة قربانا للزمن الذي ولى ... تتنهد من الاعماق .. قد تسيل من مقلتيها عبرات مضنية ..تعزي نفسها وتخفي لوعتها قبل ان تشق طريقها الى البيت.
وعلى كرسي من كراسي الحديقة الخضراء الواسعة الارجاء تركت لمخيلتها العنان لتسرح في تفكير عميق بين الحاضر والماضي .. كم مرة ازدانت بكسوتها البلورية البيضاء كطائر تزهو في نشاط وحيوية انتظارا مجيئه... وكم مرة قد جاء طالبا يدها بقامته الممشوقة القد وشعره الفاحم .. بلباسش مذهب ومطرز بالوان شتى راكبا فرسا ابيض مفعما بالحيوية والكبرياء والاصالة .. يتقدم بخطى متئدة حوافره تعزف على البسيطة لحنا بديعا -من وحي الجمال- على اوتار الحب بين القلبين .. يسفك دم البعد جاعلا منه قربا ...بل كم مرة اعتقدت في قرارة نفسها ان الايام التي طويت معالمها ليست الا رحلته اليها .
متصلبة في مكانها تنظر بمقلتيها وما تكاد تبصر شيئا .. تبدو خالية من الحياة كفزاعة الحقول .. تستعرض احلامها الوردية في التذاذ واسى بينما عينيها تشعان بالامل كقطعتان من القمر .. واذا هي في نشوتها شعرت بوقوف شخص امامها .. تطلعت اليه بعينيها الواسعتين تمحصت في سحناته غير مصدقة ...عمر بشحمه ولحمه...التقت عيناهما على غير ميعاد لتزف من جديد الى ذاكرتها الذكريات ويبعث احساس غريب من الممات .. عجز لسانها عن الكلام وهو كذلك ..قفزت الى ثغريهما ابتسامة تغطي الوضع .. ولكان لهيب النار انبجس من الرماد يستعير في قلبها من جديد ..همت اليه لتضمه الى صدرها ..لكنها سرعان ما اقبرت عاطفتها في نشوة الفرح.
.