منتديات كل العرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات كل العرب

البرامج الجديدة


    الطفية في العرق من ورائها

    عمر
    عمر
    Admin
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 856
    العمر : 45
    الموقع : كل العرب
    نشاط العضو :
    الطفية في العرق من ورائها Left_bar_bleue93 / 10093 / 100الطفية في العرق من ورائها Right_bar_bleue

    علم بلادك : الطفية في العرق من ورائها Iraq_a
    رتبة العضو : الطفية في العرق من ورائها Caaiin10
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : 29/10/2007

    الطفية في العرق من ورائها Empty الطفية في العرق من ورائها

    مُساهمة  عمر الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 2:06 pm

    الطائفية في العراق من وراءها؟
    بقلم : د.عبد الحميد الكاتب

    ويستمر مسلسل العنف في بلاد الرافدين ويتصاعد ، يتزايد كما ويتطور نوعا ، والمجرمون لم ترتوي قلوبهم المريضة من الدم العراقي النازف ، ولم يكتفون بطريقة واحدة أو يقتصرون على أسلوب معين ، فبعد اغتيال أفراد منتخبين تحولوا إلى جموع الأهالي دون تمييز بينهم ، وفضلا عن الرجال ثم الأطفال ها هم يعمدون إلى خطف النساء ومن ثم قتلهن ، لم يسلم منهم لا البشر ولا الحجر ، وتطاولوا على كل الحرمات حتى بيوت الله ومراقد الصحابة والأئمة وكتاب الله المجيد .
    وتكرار الجرائم تتطلب تكرار الكلام – رغم يقيننا أن القوة تجابه بالقوة -، فليس هذا أول مقال ولا آخر مقال حول هذا الموضوع ، لقد تعددت البيانات وتنوعت التحليلات وتكررت الاستنكارات وتصاعدت الأصوات ، وهي في الأخير كلها مجمعة على رفض هذا التصرف ، ويشدون على يد الصامدين المرابطين ، ويبقى الناس يتساءلون : متى ستنتهي هذه الأفعال وردود الأفعال ؟ ومتى سيرتدع الطائفيون ؟ من وراءهم وماذا يقصدون؟
    القضية في حقيقتها ليست بمجرد أفعال وردود أفعال ؛ ولا مجرد طائفية ، فلو كانت طائفية بحتة لما رأينا شرفاء الشيعة – كالمدرسة الخالصية - يستنكرون حرق وهدم مساجد ومآذن (السنة ) ، ولو كان مجرد طائفية لما رأينا مرجعيات السنة وعلى رأسهم هيئة علماء المسلمين تندد بالأعمال التي تطال مراقد ( الشيعة ) وأبناء العراق (سنة وشيعة) .
    وهي ليس مجرد أفعال وردود أفعال فقط ، وإلا فما علاقة مراقد الصحابة بل ما علاقة المصاحف ، هل كان الإمام الهادي سنيا أم شيعيا ؟ وهل أنس بن مالك من الشيعة أم السنة ؟ وهل عبيد الله بن طلحة حنفيا أم جعفريا ؛ صوفيا أم سلفيا أم إخوانيا ... ، والمصاحف هل هي خاصة بطائفة دون أخرى ، لاريب أن عدو هؤلاء جميعا واحد ، عدوهم الكفر دون سواه .
    نعم لا ينكر أن بعض الذين يقومون بتلك الأعمال الإجرامية يحملون الهوية الإسلامية بحكم الوراثة ، ولا يغفل أنهم يتغنون بشعارات طائفية تنتصر لمذهب ضد آخر ، ولا نقاش في أنهم يندفعون في أفعالهم بحقد طائفي بغيض ، وقد يتعبدون ربهم بكل جرائمهم تلك ، لكن لنتفق أيضا بأن هؤلاء رعاع الناس وجهلتهم ، وأنهم أدوات تحركهم أجندة سياسية خبيثة ، ومن هنا فعلينا ونحن ندين هذه الأدوات فعلينا أن ندين أصحاب المشروع الإجرامي ، بل اللوم لا يقع على الفأس بقدر ما يقع على حامله .
    لقد أثبتت تلك الجرائم على اختلافها بأن الشعب العراقي يذبح بيد جمع غفير من الجلادين ، كلهم واحد في تحمل وزر الجريمة ، فالجرم واحد وإن توزعوا أدوار السيناريو بينهم ، والله لم يلعن آكل الربا وحده بل لعن معه موكله وشاهديه ، نعم إنهم ليسوا سواء في ممارسة الجريمة لكنهم أولا وأخيرا مشتركون فيها ، ولكن رغم ذلك فإن دوافعهم شتى نذكر منها :
    أولا : الميليشيات الطائفية التي نفذت تلك الجرائم من تعذيب وقتل وهدم للمساجد بما فيها مراقد الصحابة رضوان الله عليهم ، وقامت بحرق المصاحف وقتل المصلين ، وهم يعلنون أنهم ينتقمون لمقدساتهم ؛ ولكن : ألم يثبت تورط قوات الداخلية في بعض الأعمال ومنها تفجير منارتي ( الإمام الهادي )، ألم تتهم حكومتكم (الرشيدة ) قوات المغاوير المسئولة عن حماية المرقد ؟ فلماذا تنتقمون من غيرهم ؟ وأنتم ألم تتهموا (الوهابية ) ؟ فما علاقة المساجد ومراقد صحابة رسول الله ؟ لقد أدرك العالم أجمع أنكم غوغاء لا دين لكم ، وأن إعلانكم بأنكم حماة (مذهب أهل البيت ) محض ادعاء ، فأنتم أعداء لله ولكتابه ولرسوله ولأهل بيته الطيبين ، لقد أثبتم أنكم أسوأ أداة بيد أعداء الدين والوطن .
    ثانيا : قوات الاحتلال التي تريد خلط الأوراق وتنفذ سياسة الفوضى البناءة ، هي تريد أن تعاقب ( أهل السنة ) لأن غالبيتهم احتضنوا المقاومة وتبنوها ، وتسعى وراء إشغال ( الشيعة ) بالتنازع على المناصب والتقاتل عليها لصرفهم عن المشروع الوطني ، بل تريد إشعال حرب أهلية لتبرر للعالم بقاءها في العراق فترة أطول ، وتعتقد أنها بكل ذلك ستجبر المقاومة على التراجع ، والسؤال لهم هل تعتقدون أن ذلك مانع للمقاومة من الاستمرار في مشروعها ؟ هل تناقصت الهجمات ضد قواتكم بشكل كبير ؟ وهل تقلصت أعداد قتلى جنودكم وآلياتكم المدمرة؟
    ثالثا : حكومة الاحتلال بجميع مكوناتها - الطائفية و(الوطنية) - ، فالطائفيون ما هم إلا أدوات للجارة إيران ينفذون سياستها حرفا بحرف فهم العبيد الذين يبيعون وطنهم بدنيا غيرهم ، و( الوطنيون ) مستمرون في دعم (حكومة الوحدة الوطنية) ومصممون على إضفاء الشرعية لها على أمل تحقيق ( التوازن الطائفي ) في الحكومة ، ويصدقون وعود أعدائهم بسعيهم لمنع مسلسل القتل الطائفي ، ولا أجد أي جدوى في توجيه السؤال لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك .
    رابعا : الحكومات العربية والإسلامية التي تراقب نهر الدم العراقي بصمت ، وتتفرج على مسلسل الإبادة الجماعية بدم بارد ، نعم أمريكا تطلب منكم السكوت وتأمركم بعدم التحرك ، ونحن بدورنا لا نريد منكم تمردا على أسيادكم – حاشا لله - ، لكن نتساءل : ألا يدور في خلدكم أن سعير النار المشتعلة ستطالكم ؟ ألم ينصحكم أي ناصح بأن الشرر سيتطاير إليكم ويهدد عروشكم ؟ أعميت الأبصار ؟ أم أن العمالة تقتضي غباء كذلك ؟
    هي سنن الله في أرضه يصيب الناس بالفتن ، يصيبهم بنقص في الأموال والأنفس والثمرات ، فكل هذا يجري في دنيا زائلة ليميز الله الخبيث من الطيب ، نعم الموقف جد عصيب والخطب جلل ، لكن ليس وحده التاريخ سيسجل ذلك ، وليست دوائر الأيام وحدها التي ستحاسب المجرمين وأعوانهم وأدواتهم ، ليس ذلك فحسب بل هناك يوم آخر فيه الميزان الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ، وإذا كانت حبة الخردل لن تضيع فما بالك بدماء المصلين والناس الأبرياء ، وهل ستضيع مساجد المسلمين ومصاحف المسلمين وأعراض المسلمين ، هناك حساب وحساب جد عسير ، وبعد ذاك الحساب إما جنة عرضها السموات والأرض أو نيران جهنم التي وقودها الناس والحجارة .
    ورغم كل هذا الألم يبقى الأمل ، الأمل بالله أولا وأخيرا بأن يكشف السوء عن عباده ، وأن يجعل دائرة السوء على أعدائه ، ثم الأمل معقود على أبناء العراق الغيارى وحكمائهم ، على رجال المقاومة الشجعان الذين تصدوا للغوغاء المتطرفين فرق الموت البغيضة ، رجال المقاومة الذين لم ينخدعوا فيتورطون في ردود أفعال فتشتعل حرب طائفية تأكل الأخضر قبل اليابس ، فنسأل الله أن يجمع كلمة المخلصين من أبناء الوطن وإخوانهم فيكونوا يدا واحدة ضد أعداء الله وأعدائهم ، فيتكاتفوا ويرصوا الصفوف في موقف واحد فيطردوا المحتل وأعوانه ويفشلوا كل آماله ويهدمون بنيانه ، ويهديهم الله لبناء العراق من جديد فينعم الناس بالأمن والأمان ، فيشكروه كثيرا ويسبحوه بكرة وأصيلا .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 2:07 am